مجموعة شبكات بشاير الزراعية الرقمية

ثروتنا السمكية في خطر

منذ 6 سنوات

معلومة مش على الماشي ... ثروتنا الزراعية فى خطر ... وخصوصاً مزارع الاستزراع السمكي  والمتوقع ان تكون الاكثر تأثراً هذا العام وخصوصاً فى الفترة المتبقية من الدورة الانتاجية الحالية (اواسط ونهاية صيف 2018) ... !!!


أولاً: 

- تغير المناخ وما يتخلله من تقلبات جوية حادة (التغيرات الموسمية) ... لم يعد يحتمل الانتظار !! ...

- شهر مارس 2018 كان من ضمن أسخن 6 "مارس" على الاطلاق ...(ناسا)

- كما ان صيف 2018 من أسخن أشهر الصيف على مدار 140 عاماً الماضية ... وبناءاً عليه:


"March 2018 was one of six warmest Marches on record" https://climate.nasa.gov/news/2714/march-2018-was-one-of-six-warmest-marches-on-record/ 

 

- التأثيرات السلبية المرتقبة عن هذه التقلبات والتغيرات فى المناخ سوف تؤثر لا محال على ثروتنا الزراعية ...

- من أكثر القطاعات والانشطة الزراعية تأثراً هو قطاع الانتاج النباتي وخصوصاً حاصلات الخضر والطبية العطرية ثم المحاصيل الحقلية فمحاصيل الفاكهة، يلي ذلك قطاع الانتاج الحيواني ثم الانتاج السمكي ... لكن !!

- قطاع الثروة السمكية وخصوصاً الاستزراع السمكي تزحزح ليكون فى مقدمة القطاعات المتوقع ان تكون الاكثر تأثراً هذا العام وخصوصاً فى الفترة المتبقية من الدورة الانتاجية الحالية (اواسط ونهاية صيف 2018) ... 

- السؤال الهام هو هل الاستزراع السمكى فى صورته الحالية مؤهل للتعامل مع التغيرات المناخية والمتوقع من ارتفاع الحرارة خلال هذا الصيف؟؟ ...

البداية هي ارتفاع الحرارة المتوقع سوف يتسب فى زيادة ملوحة مياه البحيرات الشمالية المصرية بسبب زيادة نسبة البخر وبالتالى زيادة الملوحة، فضلا عن زيادة التلوث عام بعد عام نتيجة الصرف الصناعى والزراعى وقلة المياه العذبة الواردة للبحيرات، مما تؤدى لزيادة درجة الملوحة أكثر والتى تؤثر على هجرة زريعة العائلة البورية من البحر إلى مناطق التقاء المياه العذبة وعليه يقل المخزون السمكى بالبحيرات.

وينجم عن ذلك تعديل فى توزيع أرصدة الأنواع السمكية من أسماك المياه العذبة والمالحة، مع توجه الأنواع السمكية فى المياه التى ترتفع فيها درجة الحرارة نحو الشمال واكثر عمقاً، كذلك ينعكس تغير المناخ على موسمية العمليات البيولوجية الحيوية فى شكل تغيرات بسلاسل غذاء الأسماك بمواطن المياه العذبة والمالحة،مما يعود بنتائج لا يمكن التكهن بها على صعيد تذبذبات إنتاج الأسماك.

 اما بالنسبة للمزارع السمكية (والتي ينتج عنها معظم انتاجنا من الاسماك – حوالى مليون و300 ألف طن سنوياً ما يعادل ما بين 85 – 90% من الانتاج السمكي)، فزيادة الحرارة سوف تؤدي إلى زيادة نشاط الميكروبات المحبة للحرارة مما يؤدى لزيادة احتمالية حدوث أمراض،فضلاً عن ازدهار الطحالب وما ينتج عنها من أضرار.

كما أن ارتفاع درجة الحرارة تؤدى لتغير أوقات التكاثر، وزيادة استهلاك الغذاء وزيادة المخلفات العضوية، و نقص الأكسجين الذائب، وتتأثر الزريعة أكثر نتيجة انخفاض الأكسجين، ويتسبب ذلك فى إجهاد حرارى و انتشار الأمراض.

كما ان النقص المتوقع فى مياه الصرف الزراعي الناتجة عن تقليص مساحات زراعة الأرز هذا العام سوف تؤدي إلى مشكلة كبيرة "جداً" لان رصيد المياه فى المصارف الزراعية التي تغذي مساحات المزارع السمكية سوف ينخفض بدرجة كبيرة فى خلال أشهر قليلة من الآن (يوليو واغسطس وسبتمبر) جراء تخفيض مساحات الأرز الامر الذي يؤدي الى اضطرار اصحاب المزارع إلى اعادة استخدام نفس المياه الناتجة عن صرف المزارع السمكية والتى قد تنقل الكثير من العدوى بالامراض ومنها مرض "التسمم الدموي الخطير المتسبب عن ميكروب الأيروموناس هيدروفيلا (Aeromonas hydrophila) والذي يعتبر المسبب الرئيسي لمرض التسمم الدموي الايروموناسى المتحرك والذي قد ينتقل للإنسان مما يؤدى إلى حدوث بعض حالات من التسمم الغذائي والتهاب المعدة والأمعاء وذلك من خلال تناولها وهذا ينطبق تماما على تناول الأسماك نيئة أو غير مكتملة الطهي، الشواء، التدخين على البارد أو التعامل معها بدون التخلص من الأحشاء.

كما يؤدي نقص امدادات المياه إلى زيادة تركيز المادة العضوية وزيادة الامونيا مشاكل فى التركيز المسوح بها لبعض العناصر في مياه الاستزراع السمكي، سواء غاز الأكسجين ، غاز الأمونيا، غاز ثاني أكسيد الكربون وغيرها، بالاضافة إلى تدهور فى خواص المياه المطلوب من ناحية الضوء والعكارة تركيز ملوحة وحموضة المياه، حيث قد يؤدي ذلك إلى الى الموت المفاجئ أو التدريجي للأسماك، نقص معدلات النمو، الإصابة بالإجهاد وظهور أمراض مختلفة، توقف الأسماك عن الطعام وفقدان الشهية، ظهور تشوهات في الأسماك والذريعة  ، التأثير على تركيب ووظائف الخياشيم، تزايد الاستعداد الوراثي لدى الأسماك للإصابة بالأمراض. 


وبناءاً على ما سبق ... 

يجب ان تنتبه الدولة (متمثلة فى وزارة الري) بأخذ كل التدابير للعمل على توفير كميات المياه اللازمة والمستمرة (وخصوصاً خلال الفترة من يوليو – اكتوبر 2018)  لمساحات المزارع السمكية القائمة  وخصوصاً فى محافظات كفر الشيخ (مطوبس – سيدي سالم – الرياض – بلطيم)، محافظة البحيرة (ادكو ورشيد)، محافظة الدقهلية (ابو ماضي – المنزلة)، محافظة بورسعيد (شادر عزام – بحر البقر – المنزلة)...


- الاستعداد بكل الاجراءات والوسائل الفنية على مستوى المزرعة والتي من شأنها حماية المزارع من المخاطر المتوقعة ومنها:

-- استخدام طرق حديثة فى اعادة تدوير مياة المزارع (الفلاتر الميكانيكية والبيولوجية).

-- زيادة عدد البدلات بمعدل بدال لكل فدان ونصف بدل 2 فدان.

-- المتابعة المستمرة والدقيقة للحالة الصحية للاسماك خلال فترات ارتفاع الحرارة او نقص امدادات المياه.

-- الاهتمام باضافة رواف المناعة الى الاعلاف خلال هذه الفتر لتحسين اداء الجهاز المناعي للاسماك.

-- الاهتمام بتطبيق الامان الحيوي قدر الامكان داخل المزارع السمكية (وخصوصا المزارع متوسطة وكبيرة الحجم).


فثروتنا السمكية فى خطر ويجب تدارك الامر بأقصى سرعة ممكنه حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه فى قطاع بذلت فيه وزارة الزراعة جهداً كبيراً وتضع الدولة آمال عريضة لتنمية هذا القطاع الانتاجي الهام الذي يساهم بفعالية كبيرة في الأمن الغذائي المصري ... ولذلك مرة أخرى نؤكد على  ان... "الامن المناخي هو أساس الأمن الغذائي فى مصر" ... حفظ الله مصر من كل سوء..


الشكر موصول للمهندس المحترم محمد الكردي Mohamed Elkordy (خبير انتاج الاسماك من المزارع السمكية) على المعلومات الفنية القيمة ..