مجموعة شبكات بشاير الزراعية الرقمية

طارق بدراوى: 5 بحيرات تنتج 77 % من الأسماك وتعانى التلوث والتجريف

منذ 5 سنوات


رصد طارق بدراوى صاحب موسوعة كنوز أم الدنيا البحيرات فى محافظات مصر، وتطل المطلة علي البحر الأبيض المتوسط، ويصل عددها 5 بحيرات وهي بحيرة البردويل بمحافظة شمال سيناء، وبحيرة المنزلة وتطل عليها كل من محافظات بور سعيد ودمياط والدقهلية والشرقية، وبحيرة البرلس بمحافظة كفر الشيخ، وبحيرة إدكو بمحافظة البحيرة وبحيرة مريوط بجنوب محافظة الإسكندرية وتمثل هذه البحيرات أهمية إقتصادية بالغة فإنتاجها من الأسماك يمثل حوالي 77٪ من إجمالى إنتاج الأسماك في مصر



ويقول بدراوى أنه رغم ما تتميز به البحيرات من بيئة مناسبة لتربية الأسماك ، فإنها تتعرض بوجه عام لعمليات صرف مستمرة لمختلف أنواع الملوثات الصناعية والصحية والزراعية مما يؤثر على كل من جودة ونوعية مياه هذه البحيرات وبالتالي إنتاجها السمكي ويعرض أعداد كبيرة منها للنفوق، كما يتعرض بعضها وخاصة بحيرتي المنزلة والبرلس لإنفلات أمني، يتسبب في إزدياد معدلات الإجرام وإنتشار ظاهرة التعدي على مساحاتها بتجفيف وردم أجزاء منها وهو ما يدمر البيئة الطبيعية لهذه البحيرات


ويضيف أن المزارع السمكية تقوم بالقضاء علي المساحة المخصصة للصيد الحر والكراكات الخاصة بها تجفف آلاف الأفدنة.


وأهم البحيرات كما يقول -بدراوى- بحيرة البردويل وتسمي أيضا سبخة البردويل وهي بحيرة شديدة الملوحة تقع على الساحل الشمالي لشبه جزيرة سيناء، بها عددا من الجزر ولهذه البحيرة أهمية خاصة إذ يصل إنتاجها السمكي إلى حوالي 2500 طن في السنة، ومعظمه من الأسماك عالية القيمة الإقتصادية مثل أسماك العائلة المرجانية والبوريات، والمشكلة الرئيسية التي تواجه هذه البحيرة -كما يقول بدراوى-هي مشكلة الإطماء والتي تتسبب في غلق بوغازها، وتعد من أنقي البحيرات العالمية حيث لم يدخلها أي نوع من أنواع التلوث الزراعي أو الصناعي ولذا فهي تتمتع بأسماك ذات جودة وسمعة عالية ، وبالطلب المحلي الزائد علي أسماكها وبأسعار تعادل الأسعار العالمية ، تقريبا مما يشجع التجار علي تسويقها داخل مصر


ويقول طارق بدراوى أن بحيرة المنزلة من أكبر وأهم البحيرات الطبيعية في مصر وأخصبها وهي تقع في موقع فريد ومتميز في الركن الشمالي الشرقي لدلتا النيل ،وتطل علي 4 محافظات هي بورسعيد ودمياط والدقهلية والشرقية ،ويتوافر لهذه البحيرة أهم مقومات تربية الأسماك حيث تتوافر بها المواد الغذائية الطبيعية كما تتميز بإعتدال المناخ طوال العام وهي تنتج من الأسماك ما يقرب من 48% من إنتاج البحيرات الطبيعية في مصر، وقد تناقص إنتاجها السمكي بشكل كبير بسبب القمامة والتلوث الذى يصيبها من صرف بحر البقر ومن نفايات المصانع مما يتسبب في نفوق الأسماك وإنسداد البواغيز كما تتخللها مشاكل أمنية تتمثل في عصابات البلطجية الكبيرة ومعتادى الإجرام الذين يتخذون من الجزر المتناثرة بها مأوى وملجأ لهم، بخلاف أعمال الردم والتجفيف والتجريف التي تعرضت لها البحيرة في مناطق كبيرة منها حيث كانت مساحتها قبل التجفيف 750 ألف فدان، وتناقصت إلى حوالي 190 ألف فدان عام 1990م حتى وصلت اليوم إلي حوالي 125 ألف فدان مما أدى إلى إنهيار اقتصادي كبير في المنطقة في العقود الأخيرة


ويضيف أن بحيرة البرلس تقع في أقصي شمال مصر بمحافظة كفر الشيخ في شمال وسط الدلتا بين البحر المتوسط وبوغاز البرلس وعلي ضفافها تنتشر صناعة مراكب الصيد وتصديرها للعديد من الدول، كما يشتهر أهل المنطقة بإحتراف فنون الصيد بكل أنواعه، وتاريخيا كانت البحيرة أكبر مساحة مما هي عليه الآن ولكن نتيجة تجفيف وإستصلاح الأراضي للإستزراع تناقصت كثيرا مساحتها و فقدت البحيرة مساحة تقدر بحوالي 8.6 كيلو متر مربع في كل عام، وتهدد البحيرة ،حيث يتم إلقاء القمامة على شواطئ البحيرة، بالإضافة إلى إلقاء مخلفات الـصرف الـصحي للتجمعات الـسكنية التى تقع فى نطاق المحمية، وتتعرض البحيرة إلي تجريف بهدف البناء أو الزراعة أو الرعى وإسـتغلالها كمزارع سمكية تؤجر للأهالي مما أدى إلي تناقص مساحة البحيرة بشكل خطير، وتبذل إدارة المحمية جهودا جبارة من أجل إحتواء التهديدات والتأثيرات السلبية علي البحيرة بالحرص علي تطهير البوغاز بصفة مستمرة والسعي إلي إنشاء محطة معالجة لمياه الصرف بأنواعها


- بحيرة إدكو وهي تقع في شمال محافظة البحيرة فرع رشيد وترتبط بالبحر الأبيض المتوسط خلال فتحة ضيقة تعرف ببوغاز المعدية، وتبلغ مساحتها حوالي 62.78 كيلو متر مربع وتغطي النباتات نسبة 68.74٪ من المساحة الكلية للبحيرة ،وقد عانت هذه البحيرة أيضا من التعديات ،حيث كانت مساحة بحيرة إدكو 35 ألف فدان في بداية القرن العشرين الماضي ثم تقلصت المساحة حتى وصلت مع بداية القرن الحادى والعشرين إلى 5 آلاف فدان فقط، يرجع ذلك إلى الإهمال في تطهيرها ،ويوجد حوالي ثلاثة آلاف فدان من مساحة البحيرة عبارة عن بوص وورد نيل وحشائش كما أن إرتفاع نسبة الطمي والرواسب داخل البحيرة يهدد بجفاف مساحات أخرى كبيرة


- بحيرة مريوط وهي تقع جنوب الإسكندرية كانت مساحتها 200 كيلو متر مربع عند بداية القرن العشرين الماضي ،ثمّ تقلصت لتبلغ نحو 60 كيلو متر مربع عند بداية القرن الحادي والعشرين الحالي وتستخدم ضفاف هذه البحيرة لعدة أغراض إقتصادية منها المزارع السمكية والـملاحات كما تم تجفيف بعض الأراضي منها لخدمة التوسع العمراني بالمنطقة وتاريخيا ،وقد تعرضت بحيرة مريوط في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين الماضي لصرف كميات متزايدة من مخلفات مياه المجاري والصرف الصحي والمخلفات الصناعية السائلة و خلال الأربعين عاما الماضية تعرضت البحيرة للتوسع العمراني ،مما تسبب في سوء الحالة المعيشية والإقتصادية للصيادين وهناك إقتراح بردم البحيرة والتخلص منها ومن شاطئها وإستخدام مساحتها الكبيرة في التوسع العمراني، ولكن هناك صعوبة فى ردم هذه المساحة الكبيرة،


وعلي الجانب الآخر هناك مجموعة كبيرة من المهتمين بشئون البيئة يطالبون بالمحافظة علي البحيرة بإعتبارها عنصر بيئي وإقتصادي وإجتماعي وعمراني هام لا يمكن التفريط فيه بهذا الشكل مع إيقاف أعمال التجفيف والإتجاه بالتوسعات العمرانية المطلوبة بإتجاه الغرب علي طول الساحل الشمالي الغربي مابين الإسكندرية ومطروح وربط تلك المناطق بشبكات الطرق العامة والمواصلات وإستصلاح الأراضي الصحراوية وإستزراعها وإضافة مساحات للإنتاج الزراعي في عمق الصحراء ومن ثم المحافظة علي البحيرة وتنميتها إقتصاديا