مجموعة شبكات بشاير الزراعية الرقمية

زراعة "أكوابونيكس" تزيد من رقعة المزارع في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية

منذ 4 سنوات


نمت الضِّياع الحضرية في السنوات الأخيرة في غالبية المدن الكبرى في أوروبا وأمريكا الشمالية، ومن خواص هذه الضياع أنها تقام في أماكن لا تخطر على بال من ليس لديه حد أدنى من ثقافة الزراعة الحضرية وشبه الحضرية.



ومن هذه الأماكن: أسقف المباني، والكهوف، وبعض أجزاء الحدائق العامة، وبعض المساحات الخضراء القريبة من محطات السكك الحديدية، أو على تخوم السكك المستخدمة أو غير المستخدمة، وفقًا لمونت كارلو.


وقد أسهم شكل حديث من الزراعة يسمى " أكوابونيكس" أو " الزراعة المائية النباتية الحيوانية" في تطوير الضياع الحضرية وشبه الحضرية وجعلها قادرة شيئًا فشيئا على تلبية جزء من حاجات سكان الأوساط الحضرية من المواد الغذائية.


الملاحظ أن مفهوم " الزارعة المائية النباتية الحيوانية مشتق من مفهومين آخرين في علم الزراعة الحديثة هما "الزراعات المائية "والاستزراع السمكي".


والحقيقة أن نظام " أكوابونيكس" هو نظام زراعي متكامل يستمد شرعيته وقوته ونجاعته من عملية تكافل قائمة بين نظام " الزراعات المائية" التي لا تحتاج فيها العملية الإنتاجية إلى التربة بمفهومها التقليدي من جهة، وإلى نظام " الاستزراع السمكي" من جهة أخرى.


ويقوم النظام الجديد الذي بدأ يُنَمَّى في عدة بلدان لاسيما في المناطق الحضرية وشبه الحضرية على التفاعل بين أربعة عناصر أساسية هي المياه والأسماك والبكتيريا والنباتات، فكل عنصر من هذه العناصر يستفيد من العناصر الأخرى ويفيدها في الوقت نفسه.


ففضلات الأسماك التي تُربى في أحواض، تحتوي على الأزوت والفوسفور والبوتاسيوم، وهي مواد تنقل عبر بكتيريات إلى أحواض أخرى مخصصة لزراعة الخضر قرب الأحواض السمكية، فتكون سمادًا يساعد كثيرا على نمو المحاصيل.


وأما المياه التي تُنقل من أحواض السمك إلى أحواض الخضراوات، فهي تُنَقَّى إلى حد كبير من الشوائب العالقة بها عبر امتصاصها من قبل جذور المزروعات، ويُعاد استخدام جزء كبير منها في الأحواض السمكية.


وقد أثبتت التجارب التي استُخدم فيها نظام التكافل الزراعي هذا بين إنتاج الأسماك التي تُربى في المياه العذبة من ناحية، وإنتاج الخضر من ناحية أخرى أن فيها نقاطا إيجابية كثيرة منها: إمكانية رفع الإنتاج والإنتاجية بنسب عالية، وتوفير كميات كبيرة من المياه والطاقة، وخفض تكلفة الإنتاج لعدة أسباب منها إمكانية تحقيق زيادة كبيرة في المحاصيل في وقت أقل والاستعاضة عن الأسمدة الكيميائية والأتربة الخصبة عبر استخدام فضلات الأسماك.


واتضح من خلال التجارب التي أجريت مثلا في مصر ودولة الإمارات العربية أن مفهوم زراعة " أكوابونيس" يفتح فعلا آفاقا كبيرة واعدة أمام أنماط زراعية بدأ نطاقها يتسع، ومنها الزراعة العضوية والزراعة الحضرية وشبه الحضرية التي كان حيز " الاستزراع السمكي " قليلا جدا فيها، فغدا محورا من مِحوريها الأساسيين.